الخميس، 1 مارس 2018



*** ومضة عشتارية ****
أمجد سيجري
إنانا ، عشتار، عشتروت، افروديت، فينوس تعددت الأسماء والمضمون واحد للألهة الأم أله الحب والجمال والرغبة والخصوبة و التضحية تعددت رموزها ودلالاتها فقد كانت نجمة الصباح ثمانية رسمت او سداسية فهي كوكب الزهرة بكل ما يحتويه من الحب وشغف ورغبة .
 وهي ذاتها النجمة التي تتربع عرش شجرة الميلاد تلك الشجرة الخضراء التي قدمها جلجامش لإنانا هدية لتبني منها عرشاً يليق بها وهي ذاتها الشجرة الخضراء التي تعبر عن قيامة تموز من عالم الاموات بمباركة نجمة الصباح عشتار.
تلك الأم المضحية التي تم تمثيلها بالعقرب في بعض الأحيان نتيجة لتفاني اثنى العقرب بالتضحية فهي التي تشق ظهرها لتطعم صغارها منه لتلعن من موتها حياة ل أبنائها....
- وهي السمكة الأم كيف لا فالسمكة تبدو كالرحم تحتضن الوجود بطياته فكما نعلم السمكة احدى شعارات المسيحية لما يحمل هذا الرمز بطياته من خصوبة وعطاء كرحم العذراء التي انبثق منه الاله الذي يتمثل فيه كامل الوجود والخلاص.
- كما رمزت بالأفعى أحيانا كيف لا و الأفعى تعتبر نموذجاً للتكامل الأنثوي حين يدخل ذيلها الى فمها وتكون دائرة الكمال المتمثلة بثعبان ﺍﻷﻭﺭﺑﻮﺭﺱ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ .
- نرى هذه الدائرة العشتارية المكتملة في بعض الرموز منتفخة كالرحم الذي يضم كل الوجود بطياته ممثلة الرغبة الكونية في خلق الوجود من خلال حركتها حول مركزها تخلق الزوبعة و ينبثق عنها هلات كزهرة المانديلا اربعة هالات تمثل الاتجاهات الأربعة معلنة بدء المكان و معها مكونات الوجود الأربعة معلنةً بدء الزمان .
- نعود ونرى تلك الأركان الأربعة في بعض رموزها كالسفاستيكا او السواستيكا وهو الصليب المعكوف رمز اله الشمس سوريا كيف لا يدل عليها وهي المحظوظة والمحظية بحب الجميع، ففي السواستيكا المتجهة الى اليمين يتطور الكون والمتجهة الى اليسار يتراجع الكون والنتجهة الى الإتجاهات الاربع يكون الثبات.
- بعد هذا التقديم البسيط لرموز الالهة الام عشتار يبدو أن فهم نقوش الأواني الخزفية التي قدمها الدكتور خزعل الماجدي في الصورة اعلاه اصبح سهلاً على القارئ فأضحت الرموز واضحة جلية سأحاول تلخيص شرح بعض ما جاء به الدكتور حول فكرة هذه النقوش :
- نتيجة الحاجة الماسة للمياه وجهل الإنسان الأول بأساليب السيطرة على الموارد المائية لجاء الانسان لطقوس معينة سحرية لجلب مياه الأمطار كما صلاة الاستسقاء اليوم!!
- كانت هذه الطقوس السحرية تتمثل بنثر الشعر من قبل أربعة فتياة لاحظ اختيار اربع فتيات ليكونوا فكرة الخلق الكوني ويبدأوا بتحريك شعورهم كي يحركوا الهواء والغبار مما يؤدي حسب القانون السحري الى حركة الهواء في العالم كله ليجلب معه غيم المطر "لاحظ توافق هذه الفكرة مع احدى النظريات الفيزيائية الفلسفية المعروفة بتأثير الفراشة Butterfly effect " رفة فراشة في سوريا تؤدي الى عاصفة في واشنطن....






















**** سميراميس بين الحقيقة والأسطورة ****
* أمجد سيجري
اعتدنا أن نَدعوها كما عرفها الإغريق سميراميس Σεμίραμις، Semiramis، لكن الأسماء بلغة منطقتها الأم لها وقعها على الأذن فهي في اشوريا كانت شاميرام او ساميرام Shamiram ،وفي اكاد سمورامات Sammuramat لكلاهما تأثير واحد حين نعرف المعنى فهو مكون من جزئين (سام، شام ، سمو، شمو ) - (رام ، رامات ) اي "السماء العالية " بالتالي تكون ملكة السماء.
كانت زوجة الملك الأشوري شمشي أدد الخامس Shamshi-Adad V ووالدة الملك الأشوري نيراري الثالث Adad-nirari III ووصيه على ملكه لمدى خمس، سنوات لكن من المؤكد، أنها كانت تددخل نتيجة قوتها في شؤون الحكم منذ ايام حكم زوجها شمسي أدد فقد وصفها أحد النقوش سامورامات ملكة شمسي أدد ملك الكون وملك اشور ام أدد نيراري ملك الكون وملك أشور .
- لكن ما ميز هذه الملكة انه عند غياب الأنوثة عن المُلك في المناطق الأشورية كانت حالةً خاصة و فرضت وجودها وسيطرتها بقوة على اعظم امبراطورية في القرن التاسع قبل الميلاد فقد امتد تاثيرها حتى الحياة الدينية فقد اضفت هذه الملكة نوعاً من الروحانية والرقة الإنثوية على العبادة الأشورية التي اتصفت بأنها عبادة تتمتع بالفحولة وتقديس القوة والحرب .
- كل هذا جعل منها مصدر الهام لمؤرخي تلك الفترة فقد نقلوا انجازاتها من بيئة خصبة بالروايات الشفهية فتزاوجت تاريخية القصة مع كم هائل من الأسطورة فنجد المورخ الكبير هيرودت Herodotus في القرن الخامس قبل الميلاد يروي لنا قصتها مع نكهة عالية من الأسطورة فيرويها مع تحوير في الاسم من سمورامات الى سميراميس بلغتهم كما كتب عنها المؤرخ الأغريقي ديودورس، Diodorus الذي كان في بلاط الامبراطور الروماني أغسطوس وعزز من اسطورتها...
حتى دانتي في كتابه الكوميديا الإلهية وضع سميراميس في الدائرة الثانية من الجحيم ذاك الجحيم المخصص لمن ارتكب خطيئة الشهوة.
- يروي لنا دودوريس اسطورة سميراميس فيقول :
ولدت سميراميس في عسقلان الفلسطينية من تزاوج الألهة السورية اترعتا ATARGATIS وهي ألهة ترمز بنصف سمكة ونصف حمامة " ذاتها افروديت اليونانية وعشتروت الفينيقية، وعشتار البابلية " مع شاب سوري فجائت من سميراميس بشرية سوية فتركتها امها للحمام كي يرعاها عثر عليها بعض الرعاة حيث كانت الحمائم تطعمها واتفقوا ان يبيعوها في أسواق نينوى فأخذوها وباعوها لمسؤول خيل الملك الأشوري الذي تبناها و رباها وهو من أطلق عليها اسم سميراميس وبعد ان كبرت ونضجت رأها اونيس وكان أحد جنرالات الملك فتزوجها واخذها معه الى نينوى...
-ﻟﻜﻦ ﻣﻠﻚ ﺁﺷﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻧﻴﻨﻮﺱ أعجب بجنالها وانوثتها ﻭﺃﺟﺒﺮ ﺯﻭﺟﻬﺎ أونيس ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﻧﺘﺤﺮ الأخير حيث شنق نفسه .
وبعد الزواج من ملك أشور نينوس رزقت بطفل اطلقت عليه نيناس ويبدوا انها لم تنسى مافعل بزوجها الأول فلجأت ﻫﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﺗﻨﺘﻘﻢ ﻟﻪ ﻭﻟﻨﻔﺴﻬﺎ فقامت بانقلاب على زوجها الذي كان غازياً لأسية ومثقل الجراح و دبرت وفاته بالتالي أصبحت هي الوصية الشرعية على ابها الملك الصغير نيناس وحكمت 42 سنة.
- هل كان لقصة سميراميس مكانها في الاستعارات المسيحية؟
- في طرح يكاد يكون منطقياً في بعض الأمور وخيالياً احياناً اخرى قدم لنا الكاهن المسيحي الاسكتلندي ألكسندر هيسلوب في كتاب البابليان سنة1853 م نظرية جديدة حول حكاية سميراميس وابنها رغم الإنتقادات الشديدة نلقي بقعة ضوء صغيرة على بعض ما قال به هيسلوب :
- يرى هيسلوب سميراميس تقابل عشتار أو استر Easter وهي كانت أم نمرود الكتاب المقدس ومن ثم زوجته كما النمرود هو نفسه نيناس.
- يعتقد هيسلوب أن كل الأعياد الكنسية وثنية مثل عيد الفصح وعيد الميلاد.
-ان عيد الميلاد هو عيد وثني وهي احتفالات وضعتها سميراميس لتمجد عبادتها وعبادة ابنها النمرود اي 25 كانون الأول هو ولادة تموز وهو المقابل لولادة يسوع وهو احتفال قديم بالشمس لبدء زيادة النهار بالنسبة لليل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
-كانت قيامة نمرود من بين الأموات في عيد الفصح او Easter اخذ اسمه من أله الخصب والأنوثة والحرب والحب عشتار حيث قالت سميراميس أن ابنها نمرود قام من بين الأموات واصبح اسمه بعل إله الشمس الذي يعود، للأرض بصفته نور لذلك يعتبر أن الشموع تضاء في، الكنائس تمجيداً لعودة النمرود الذي اصبح بعل.
- ادعت سميراميس حسب هيسلوب ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻴﻀﺔ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﻭ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ لذلك ﺗﻘﺪﺳﺖ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻃﻘﺲ ﻣﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺘﻠﻮﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﺑﺘﻬﺎﺟﺎ ﺑﺴﻤﻴﺮﺍﻣﻴﺲ .
ملاحظة :
للاطلاع على كتاب الكسندر هيسلوب باللغة الإنكليزية المرجع رقم 55 وهو كتاب اون لاين.
مراجع :
1-ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ,ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺻﺎﻟﺢ , p 510
2- ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ , ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ﻋﺼﻔﻮﺭ , p 379
3- ول ديورانت، قصة الحضارة ,v2 , p276
4- https://www.nationalgeographic.com/…/searching-for-semiram…/
5- The Two Babylons
- Alexander Hislop online book
https://philologos.org/__eb-ttb/sect221.htm