الخميس، 1 مارس 2018























**** سميراميس بين الحقيقة والأسطورة ****
* أمجد سيجري
اعتدنا أن نَدعوها كما عرفها الإغريق سميراميس Σεμίραμις، Semiramis، لكن الأسماء بلغة منطقتها الأم لها وقعها على الأذن فهي في اشوريا كانت شاميرام او ساميرام Shamiram ،وفي اكاد سمورامات Sammuramat لكلاهما تأثير واحد حين نعرف المعنى فهو مكون من جزئين (سام، شام ، سمو، شمو ) - (رام ، رامات ) اي "السماء العالية " بالتالي تكون ملكة السماء.
كانت زوجة الملك الأشوري شمشي أدد الخامس Shamshi-Adad V ووالدة الملك الأشوري نيراري الثالث Adad-nirari III ووصيه على ملكه لمدى خمس، سنوات لكن من المؤكد، أنها كانت تددخل نتيجة قوتها في شؤون الحكم منذ ايام حكم زوجها شمسي أدد فقد وصفها أحد النقوش سامورامات ملكة شمسي أدد ملك الكون وملك اشور ام أدد نيراري ملك الكون وملك أشور .
- لكن ما ميز هذه الملكة انه عند غياب الأنوثة عن المُلك في المناطق الأشورية كانت حالةً خاصة و فرضت وجودها وسيطرتها بقوة على اعظم امبراطورية في القرن التاسع قبل الميلاد فقد امتد تاثيرها حتى الحياة الدينية فقد اضفت هذه الملكة نوعاً من الروحانية والرقة الإنثوية على العبادة الأشورية التي اتصفت بأنها عبادة تتمتع بالفحولة وتقديس القوة والحرب .
- كل هذا جعل منها مصدر الهام لمؤرخي تلك الفترة فقد نقلوا انجازاتها من بيئة خصبة بالروايات الشفهية فتزاوجت تاريخية القصة مع كم هائل من الأسطورة فنجد المورخ الكبير هيرودت Herodotus في القرن الخامس قبل الميلاد يروي لنا قصتها مع نكهة عالية من الأسطورة فيرويها مع تحوير في الاسم من سمورامات الى سميراميس بلغتهم كما كتب عنها المؤرخ الأغريقي ديودورس، Diodorus الذي كان في بلاط الامبراطور الروماني أغسطوس وعزز من اسطورتها...
حتى دانتي في كتابه الكوميديا الإلهية وضع سميراميس في الدائرة الثانية من الجحيم ذاك الجحيم المخصص لمن ارتكب خطيئة الشهوة.
- يروي لنا دودوريس اسطورة سميراميس فيقول :
ولدت سميراميس في عسقلان الفلسطينية من تزاوج الألهة السورية اترعتا ATARGATIS وهي ألهة ترمز بنصف سمكة ونصف حمامة " ذاتها افروديت اليونانية وعشتروت الفينيقية، وعشتار البابلية " مع شاب سوري فجائت من سميراميس بشرية سوية فتركتها امها للحمام كي يرعاها عثر عليها بعض الرعاة حيث كانت الحمائم تطعمها واتفقوا ان يبيعوها في أسواق نينوى فأخذوها وباعوها لمسؤول خيل الملك الأشوري الذي تبناها و رباها وهو من أطلق عليها اسم سميراميس وبعد ان كبرت ونضجت رأها اونيس وكان أحد جنرالات الملك فتزوجها واخذها معه الى نينوى...
-ﻟﻜﻦ ﻣﻠﻚ ﺁﺷﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻧﻴﻨﻮﺱ أعجب بجنالها وانوثتها ﻭﺃﺟﺒﺮ ﺯﻭﺟﻬﺎ أونيس ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﻧﺘﺤﺮ الأخير حيث شنق نفسه .
وبعد الزواج من ملك أشور نينوس رزقت بطفل اطلقت عليه نيناس ويبدوا انها لم تنسى مافعل بزوجها الأول فلجأت ﻫﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﺗﻨﺘﻘﻢ ﻟﻪ ﻭﻟﻨﻔﺴﻬﺎ فقامت بانقلاب على زوجها الذي كان غازياً لأسية ومثقل الجراح و دبرت وفاته بالتالي أصبحت هي الوصية الشرعية على ابها الملك الصغير نيناس وحكمت 42 سنة.
- هل كان لقصة سميراميس مكانها في الاستعارات المسيحية؟
- في طرح يكاد يكون منطقياً في بعض الأمور وخيالياً احياناً اخرى قدم لنا الكاهن المسيحي الاسكتلندي ألكسندر هيسلوب في كتاب البابليان سنة1853 م نظرية جديدة حول حكاية سميراميس وابنها رغم الإنتقادات الشديدة نلقي بقعة ضوء صغيرة على بعض ما قال به هيسلوب :
- يرى هيسلوب سميراميس تقابل عشتار أو استر Easter وهي كانت أم نمرود الكتاب المقدس ومن ثم زوجته كما النمرود هو نفسه نيناس.
- يعتقد هيسلوب أن كل الأعياد الكنسية وثنية مثل عيد الفصح وعيد الميلاد.
-ان عيد الميلاد هو عيد وثني وهي احتفالات وضعتها سميراميس لتمجد عبادتها وعبادة ابنها النمرود اي 25 كانون الأول هو ولادة تموز وهو المقابل لولادة يسوع وهو احتفال قديم بالشمس لبدء زيادة النهار بالنسبة لليل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
-كانت قيامة نمرود من بين الأموات في عيد الفصح او Easter اخذ اسمه من أله الخصب والأنوثة والحرب والحب عشتار حيث قالت سميراميس أن ابنها نمرود قام من بين الأموات واصبح اسمه بعل إله الشمس الذي يعود، للأرض بصفته نور لذلك يعتبر أن الشموع تضاء في، الكنائس تمجيداً لعودة النمرود الذي اصبح بعل.
- ادعت سميراميس حسب هيسلوب ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﻴﻀﺔ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﻭ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ لذلك ﺗﻘﺪﺳﺖ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻃﻘﺲ ﻣﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺘﻠﻮﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﺑﺘﻬﺎﺟﺎ ﺑﺴﻤﻴﺮﺍﻣﻴﺲ .
ملاحظة :
للاطلاع على كتاب الكسندر هيسلوب باللغة الإنكليزية المرجع رقم 55 وهو كتاب اون لاين.
مراجع :
1-ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ,ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺻﺎﻟﺢ , p 510
2- ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ , ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ﻋﺼﻔﻮﺭ , p 379
3- ول ديورانت، قصة الحضارة ,v2 , p276
4- https://www.nationalgeographic.com/…/searching-for-semiram…/
5- The Two Babylons
- Alexander Hislop online book
https://philologos.org/__eb-ttb/sect221.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق