الاثنين، 26 فبراير 2018


*** لعشاق الأبجدية والحرف ***
* أمجد سيجري
في الصور المرفقة شجرة الأبجديات الرئيسية التي انبثقت منذ القدم من رحم أم الأبجديات الأبجدية الاوغاريتية السورية و الى يومنا هذا ومن المثير في هذه الأبجدية السورية كغيرها من الأبجديات السورية خلوها من حرف الضاد الذي تفردت به اللغة العربية حيث كان هذا الحرف احدى التأثيرات اللغوية الجنوبية على العربية الشمالية سورية المنشأ و حتى اليوم يسمى حرف الضاد من الحروف الروادف نظراً لإعتباره احد الحروف اللاحقة للأبجدية الشمالية او الدخيلة عليها وهذه الحروف هي ( ث، خ، ذ، ض، ظ ، غ ) حيث نوهنا عنها في مقالات سابقة،
 كما يمكن إعتبار وبقوة ان الابجدية العربية الحالية هي عربية شمالية سورية بإمتياز تم اشتقاقها من الكنعانية الفينيقية بشكل غير مباشر ومن الأرامية النبطية بشكل مباشر فقد كانت عبارة عن 22 حرف فقط مع ادخال الروادف في فترات لاحقة أصبحت 28 حرف.
ولتبيان هذا الكلام لا ضرر من تقديم  نقشين من أهم النقوش العربية الشمالية وتاتي اهمية هذه النقوش انها تقابل بشكل قريب اللغة العربية الحالية من حيث اللهجة في النقش الاول المعروف بنقش النمارة الذي كتب بالحرف الارامي النبطي بلهجة عربية شمالية والنقش الثاني نقش كنيسة شرحيل بن ظلمو الذي كتب بلهجة عربية وحرف عربي يقارب الحرف القرآني الاول. 


نقش النمارة : من اقدم النقوش العربية التي كتبت بالخط النبطي تم إكتشافه سنة 19011 م يعود تاريخ النقش الى القرن الرابع ميلادي ﻗﺪّﻡ رينيه ﺩﻭﺳﻮ ﺃﻭّﻝ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﻨﺺّ وذلك في العام 1905فتبين من النقش أنه عبارة عن شاهدة قبر امرئ القيس اللخمي ملك العرب و ﻓﻲ 1985ﻗﺪّﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻴﻤﺲ ﺑﻠﻤﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔً ﺷﺒﻴﻬﺔ فيقول النقش :



ﺗﻲ ‏( ﻫﺬﻩ ‏) ﻧَﻔﺲُ ‏( ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻗﺒﺮ ‏) ﺍﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﺑﻦ ﻋَﻤﺮﻭ ﻣَﻠِﻚُ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻟﻘﺒﻪُ ﺫﻭ ﺃﺳَﺪ ﻭﻣﺬﺣﺞ .
 ﻭﻣَﻠَﻚَ ﺍﻷﺳﺪﻳﻴﻦ ﻭﻧﺰﺍﺭ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﻢْ ﻭﻫَﺮَّﺏَ ﻣﺬﺣﺞ ﻋَﻜﺪﻱ ‏( ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺎﻣﻴﺔ ﺗﺪﻣﺞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ " ﻋﻦ ﻗﻀﻰ " ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ‏) ﻭﺟﺎﺀ ‏( ﺍﻱ ﺍﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ‏) ﻳﺰﺟﻬﺎ ‏( ﻳﻘﺎﺗﻠﻬﺎ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ‏) ﻓﻲ ﺭُﺗِﺞِ ‏( ﺍﺑﻮﺍﺏ ‏) ﻧَﺠﺮﺍﻥ، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﻤّﺮ، ﻭﻣَﻠَﻚَ ﻣﻌﺪ ‏( ﺑﻨﻮ ﻣَﻌَﺪْ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ‏) ﻭﻧَﺒَﻞَ ﺑﻨَﺒﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ‏( ﻋﺎﻣﻞ ﻧﺒﻼﺀﻫﻢ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻟﻄﻒ ‏) ﻭﻭﻛﻠﻬﻦ ‏( ﺍﻱ ﻋﻴﻦ ﻧﺒﻼﺀﻫﻢ ﺷﻴﻮﺧﺎ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ‏) ﻓﺮﺃﺳﻮ ﻟﺮﻭﻡ ‏( ﻓﺎﻋﺘﺮﻓﻮ ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﺭﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ‏) ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻠﻚ ﻣَﺒﻠَﻐَﻪ .
ﻋﻜﺪﻱ ‏( ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ‏) ﻫﻠﻚ ﺳَﻨَﺔ 223 ، ﻳﻮﻡ 77 ﺑﻜﺴﻠﻮﻝ ‏( ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ‏) ، ﻳﺎﻟِﺴَﻌْﺪِ ﺫﻭ ‏( ﺍﻟﺬﻱ ‏) ﻭﺍﻻﻩُ ‏( ﺑﺎﻳﻌﻪ ﺍﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻪ ‏)
فتكون القراءة :
 " ﻫﺬﺍ ﻗﺒﺮ ﺍﻣﺮﺉ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻠّﺪ ﺍﻟﺘﺎﺝ . ﻭﺃﺧﻀﻊ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﺃﺳﺪ ﻭﻧﺰﺍﺭ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﻢ، ﻭﻫﺰﻡ ﻣﺬﺣﺞ، ﻭﻗﺎﺩ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻧﺠﺮﺍﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﻤﺮ، ﻭﺃﺧﻀﻊ ﻣﻌﺪﺍ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺑﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻭﻭﻛﻠﻬﻢ ﻓﺮﺳﺎﻧﺎً ﻟﻠﺮﻭﻡ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻠﻚ ﻣﺒﻠﻐﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 223 ﻓﻲ 7 ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ الأول.ﻭﻓّﻖ ﺑﻨﻮﻩ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ."
* لاحظ تشابه عربية قراءة النقش القريبة كل القرب من العربية الحالية .
- نقش كنيسة ﺣﺮّﺍﻥ في ﺍﻟﻠﺠﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ منها ويحتوي كتابتين عربية شمالية بالإضافة لليونانية
 ﻭﻗﺪ ﻭضع هذا النقش ﻓﻮﻕ ﺑﺎﺏ ﻛﻨﻴﺴﺔ ودون ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ " ﺷﺮﺣﻴﻞ ﺑﺮ ﻇﻠﻤﻮ " " ﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﺑﻦ ﻇﺎﻟﻢ " " ﺷﺮﺣﻴﻞ ﺑﻦ ﻇﺎﻟﻢ ," ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ "463" ﻭﺗﻘﺎﺑﻞ ﺳﻨﺔ "568" ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ فيقول النقش :




" ﺍﻧﺎ ﺷﺮﺣﻴﻞ ﺑﺮ " ﺑﻦ " ﻇﻠﻤﻮ ﺑﻨﻴﺖ ﺫﺍ ﺍﻟﻤﺮﻃﻮﻝ " ﺳﻨﺖ " ﺳﻨﺔ 463 ﺑﻌﺪ ﻣﻔﺴﺪ ﺧﻴﺒﺮ ﺑﻌﻢ "ﺑﻌﺎﻡ" ."
" انا شرحبيل بن ضالم بنيت هذا المرطول سنة 4633 بعد مفسد، خيبر بعام "
وما يميز ﺍﻟﻨﺺ انه نص عربي واضح تفهمه مباشرةً بدون صعوبة يقابل اللهجة التي كتب بها القرآن .
ملاحظة التاريخ 223 يصبح في التقويم الميلادي سنة 328 م وسنة 463 تصبح 568 م لأن العرب اعتادت التسجيل من عام" مفسد" اي سنة سقوط بترا تحت الحكم الروماني سنة 105 م.
مراجع :
- المفصل بتاريخ العرب، جواد علي ج15 ص 176-177


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق