الاثنين، 26 فبراير 2018


**** من أدبا الى أدم و حكاية الخلود **** 
* أمجد سيجري 
أدبا الحكيم Adapa احد الحكماء السبعة من انصاف الألهة المعروفين ب " apkallu " وأولهم...، خلقهُ إله الحكمة إيا "Ea" المعروف ايضاً ب " إنكي " وأعطاه الذكاء والحكمة و ارسله الى مدينة Eridu أريدو ليحكمها بإسمه وليكون كاهن لمعبد الأبسو E'Apsu هناك.

ول أدبا حكاية مميزة عثر عليها في ثلاثة الواح في تل العمارنة وفي اشور تعود للفترة البابلية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وقام بترجمتها Robert W. Rogers روبرت روجر في عام 1912 في كتابه Cuneiform Parallels to the Old Testament سأذكر تلخيصاً للحكاية التي وردت في الألواح:

-وفي يوم من الأيام خرج آدبا الى الصيد وهبت عليه رياح الجنوب وابعدته عن مقصده وأغرقت مركبه فنفخ الريح وصاح بها " اتنفثين سمومك عليَّ" فكسر جناح الريح ولم تهب الريح على البلاد لسبعة أيام .



-سمع الإله العظيم "أنو" بقصة الرياح التي لم تهب وسأل وزيره مالخطب فكانت اجابته أن آدبا ابن إيا كسر جناح الرياح.. فطلب منهم أن يحضروا آدبا لحضرته فسمع أيا بالأمر و قال ل أدبا :

- البس الأسود وانكش شعرك و غير بحالتك لتجلب الشفقة.
- اسلك طريق السماء وذهب لحضرة أنو العظيم ستقابل على بوابة السماء حارسي البوابة "تموز " و " ﺟﻴﺰﻳﺪﺍ" فيسألونك عن حالك مالذي اوصلك لهذا ؟
-قل : " فُقِدَ في بلدي إلهان " تموز Tammuz " و جيزيدا Gishzida " ونحن في حزن عظيم و حداد على فقدانهما .

- سيتعاطفان معك ويسيران معك لحضرة أنو العظيم ويكونان شفيعان لك عنده.
-سيطعمك من طعام الموت فلا تاكل.
- سيسقيك من شراب الموت فلا تشرب.
- سيعطوك عباءة وزيتاً خذها البسها ادهن به نفسك بالزيت المقدس.

-فعلاً كما حدثه أنو حدث نال أدبا البراءة بل اراد أنو ان يكافئ أدبا وقال :

- هاتوا خبز الحياة وماء الحياة والعباءة والزيت .
- لبس أدبا العباءة ودهن الزيت لكنه لم ياكل ولم يشرب فسأله "أنو " لِما لم تأكل او تشرب؟

فقال له "قال لي سيدي ان لا أكل ولا أشرب !
- فقال انو " خذوه وأعيدوه الى الأرض "
- ونتيجة عصيان أدبا ل أنو خسر الخلود .

سفر التكوين الإصحاح الثالث :

3 - ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺛﻤﺮ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻻ ﺗﺄﻛﻼ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺗﻠﻤﺴﺎﻩ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺗﻤﻮﺗﺎ ‏»

21- ﻭﻛﺴﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻹﻟﻪ ﺁﺩﻡ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺭﺩﺍﺀﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻠﺪ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻟﻬﻤﺎ .
22 ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻹﻟﻪ : ‏« ﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ، ﻳﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ . ﻭﻗﺪ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﺄﻛﻞ، ﻓﻴﺤﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ‏» .
.23 ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻟﻴﻔﻠﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺑﻬﺎ .
.24 ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻃﺮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﻋﺪﻥ....

- وفي ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ 24 -19 ‏:

ﻭﻳﺎ ﺁﺩﻡ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻜﻼ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺘﻤﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﺮﺑﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺘﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﻓﻮﺳﻮﺱ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﺒﺪﻯ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﻯ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺳﻮآﺗﻬﻤﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻬﺎﻛﻤﺎ ﺭﺑﻜﻤﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻣﻠﻜﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ . ﻭﻗﺎﺳﻤﻬﻤﺎ ﺇﻧﻲ ﻟﻜﻤﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﻴﺤﻦ . ﻓﺪﻻﻫﻤﺎ ﺑﻐﺮﻭﺭ ﻓﻠﻤﺎ ﺫﺍﻗﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺑﺪﺕ ﻟﻬﻤﺎ ﺳﻮﺍﺀﺍﺗﻬﻤﺎ ﻭﻃﻔﻘﺎ ﻳﺨﺼﻔﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻧﺎﺩﺍﻫﻤﺎ ﺭﺑﻬﻤﺎ ﺃﻟﻢ ﺃﻧﻬﺎﻛﻤﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻜﻤﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺃﻗﻞ ﻟﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻤﺎ ﻋﺪﻭ ﻣﺒﻴﻦ . ﻗﺎﻻ ﺭﺑﻨﺎ ﻇﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺗﺮﺟﻤﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ . ﻗﺎﻝ ﺍﻫﺒﻄﻮﺍ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻋﺪﻭ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻭﻣﺘﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ".

ملاحظات بين أدبا و ادم :

1- نلاحظ في الحكاية قيام الإله الحكيم أيا بخداع أدبا ونتيجة هذه الخديعة فقد ادبا الخلود وعاد للأرض كما هي حكاية ادم وغواية الحية او الشيطان لحواء ثم غوايتها ل ادم.
2- في حكاية أدم كانت الخطيئة هي الاكل من شجرة الحياة لكن في حكاية ادبا كانت الخطيئة الإمتناع عن اكل خبز الحياة لكن في الحالتين عصيان لله وعصيان ل انو....
3- في كلا الحالتين يلبس الإله عباءة ل أدم وأدبا قبل خروجهما من أرض الخلود...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق