الاثنين، 26 فبراير 2018


****خمسة و خميسة بعين الشيطان ***
* أمجد سيجري

خمسة : من الرموز المميزة في مجتمعنا الشرقي يعود أول استخدام معروف لهذا الرمز الى سوريا وبلاد الرافدين اختلفت التسميات لذات الرمز فقد تناوب بين يد عشتار او إنانا ، يد فاطمة ، يد مريم يد افروديت ، يد فينوس ، خمسة

- والرمز عبارة عن كف يد يمنى مفتوحة الأصابع باتجاه باطن الكف ، تختلف المواد المصنوعة منها هذا الكف ومن المواد الأكثر شيوعاً في صناعتها هي الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
وقد يحتوي باطن الكف على عين اعتبرها البعض هي عين حورس الحامية او العين الثالثة التي تعبر عن عين مردوخ ايضاً والتي تعبر عن الضمير الحي الذي في حال توجيهها ستردع الشرير وتيقظ ضميره.


- ارتبط هذا للرمز بالألهة الأم فقد وجد في عدد من القطع الأثرية التي تشكل تمائم للألهة" عشتار Ishtar " ," إنانا Inanna" كما وجد عند الإغريق مرتبطاً بأفروديت "Aphrodite" وكما نعلم افروديت الإغريق ذاتها" فينوس Venus" الرومان و هي عشتار السورية التي نقل عبادتها الفينيقين الى بلادهم .

- وبما ان عشتار كانت ربة الخصب فقد كان فقد كانت وظيفة يدها هي جلب الخصوبة للنساء وحماية حمل النساء الحوامل من العين الشريرة وجعلهن اكثر قوة وصحة .

- حاول البعض ربط يد عشتار بالرمز المصري "Mano Pantea مانو بانتيا " وهو عبارة عن يد مفتوحة كما خمسة لكن الخنصر والبنصر مغلقان والإبهام والسبابة والوسطى مفتوحيين دلالة على حورس، إيزيس، اوزوريس وكان لها استخدام في استدعاء الارواح الخيرة لحماية الأبناء مع ان لها نفس الأستخدام لكن تختلف طريقة الترميز.

- بقيت خمسة متأصلة بالمجتمع السوراقي وفي شمال افريقية حتى بعد دخول المسيحية والإسلام ففي المسيحية عرفت بيد مريم وفي الإسلام يد فاطمة وكلاهما البتول والزهراء والأم والعطاء فالمجتمع كان ومازال مرتبطاً بالفهم العشتاري فكان يسقط المفهوم العشتاري على مقدساته الدينية المُحدثة مع الدين الجديد .

- انتشرت خمسة חַמְסָה بنفس الاسم في الديانة اليهودية بعد نقلها من التراث السوراقي (سوري - عراقي ) واكتسبت قداسة دينية و اعتبروها يد الله واعتبرو الآية 15 في سفر التثنية 5 دلالة عليها اذ تقول :
" ﻭَﺍﺫْﻛُﺮْ ﺃَﻧَّﻚَ ﻛُﻨْﺖَ ﻋَﺒْﺪًﺍ ﻓِﻲ ﺃَﺭْﺽِ ﻣِﺼْﺮَ، ﻓَﺄَﺧْﺮَﺟَﻚَ ﺍﻟﺮَّﺏُّ ﺇِﻟﻬُﻚَ ﻣِﻦْ ﻫُﻨَﺎﻙَ ﺑِﻴَﺪٍ ﺷَﺪِﻳﺪَﺓٍ ﻭَﺫِﺭَﺍﻉٍ ﻣَﻤْﺪُﻭﺩَﺓٍ "

- كما كان لها مكانة خاصة في منطقة حوض المتوسط في جنوب اوروبا خصوصاً اسبانيا و في كامل شمال إفريقية بين البربر والعرب حتى يومنا هذا فقد كانت مستخدمة بكثرة في قرطاج الفينيقية ومنها انتقلت لتلك المنطقة وكان لها ذات التعبير الأصلي في الخصوبة ورد العين الشريرة.

- اذاً كانت خمسة أو يد عشتار قديماً من رموز جلب الخصوبة والحماية من العين الشريرة ورد تأثيرها وقد حافظت حتى يومنا على ذات الدلالات الرمزية و العبارات التي تترافق معها كعبارة " خمسة وخميسة بعين الشيطان " أو " خمسة بعيونك " لرد اي كلام يقصد فيه الغيرة والحسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق