الاثنين، 26 فبراير 2018

** ماقيل ولم يقال في آمين *** 
* أمجد سيجري 
في العربية " أمين " و اليونانية " Αμήν" و اللاتينية " amen" و في العبرية " אָמֵן" والمثير أنها كلها تقرأ بنفس الطريقة وتعطي نفس المعنى و هو " استجب لي" او " ليكن " اي انها ذات مصدر واحد اغلب الناس تقول ان مصدر هذه الكلمة عبري لكن هل هذه هي الحقيقة ؟ ؟ لنبدأ : 

- اول استخدام معروف حتى الأن في ذات المعنى كان في النسخ القديمة من التناخ ومنه انتقل الى الكتاب المقدس holy bible وعن طريقه انتقلت للغة اليونانية ويقول البعض عن طريق الترجمة السبعونية كان الانتقال لليونانية ومنها للغة اللاتيتية ومنها لبقية اللغات الأوروبية اما الأنتقال للعربية على ما يبدو كان عن طريق المسيحيين العرب .





- بالنسبة للإستعمال الديتي اليهودي للكلمة كان في القرن الرابع قبل الميلاد ثم انتقل هذا الإستخدام الليتورجي اليهودي الى المسيحية في الفترات الرسولية الاولى وكانت تستخدم في نهاية التراتيل والصلوات.

-اما في الإسلام فتعتبر احدى الاثار الإبيونية (نوع من المسيحية اليهودية ) في الاسلام والذي يمثل الإسلام السني اليوم ترافق هذا اللفظ مع سورة الفاتحة حتى ظن البعض انها جزء من السورة بالإضافة لترافقها مع الادعية اي بنفس المدلول اليهودي " استجب لي يا الله " وتم تأكيدها نقلا عن ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ حيث قال « ﺇﻥّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ : ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺎﻟﻴﻦ ، ﻓﻘﻮﻟﻮﺍ ، ﺃﻣﻴﻦ ‏»
لكن جمهور الشيعة من المذهب الجعفري بمختلف أطيافة يرفضونها نقلاً عن حديث الإمام جعفر الصادق :
" ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺧﻠﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻘﺮﺃ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻓﻘﻞ ﺃﻧﺖ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻭﻻ ﺗﻘﻞ : ﺃﻣﻴﻦ"

- وفي الهندوسية نجد مايقارب باختلاف بسيط كلمة " Aum " لكن استخدامها نفس استخدام الإبراهيميات فتستعمل قبل وبعد تلاوة نصوص الفيدا.

- لنبتعد قليلاً عن ماهو معروف ولنحاول ان نبحث قليلاً في جذور هذا التعليم او الطلب او الاستجداء من القوة الخفية لتحقيق التمني او ماطُلب .
- بالعودة لمصر القديمة نجد ما يقارب اللفظ وهو اسم الإله امون او " أمِن-رع " فيما بعد .

-أمون مُوجد ذاته بذاته ، مُكتفي بذاته، كان لاهوتاً خفياً غير محسوس او مدرك يتجدد بذاته ويخلق ذاته بذاته لذلك تم تمثيله بالأفعى.

في مرحلة لاحقة تم توحيده ﻣﻊ ﺭَﻉ إله ﺍﻟﺸﻤﺲ، بذلك أصبح ﺁﻣﻮﻥ جلياً ﻟﻠﺨﻠﻖ وبذلك كان" آمن ﺭﻉ" و قد جمع ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﻴﻦ ﺍﻹﻟﻬﻴﻴﻦ في الإقنومين :
-الإقنوم الأول : ﻓﻬﻮ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺁﻣﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻔﻴﺎ ﻭﻏﺎﻣﻀﺎ ﻭﻣﻨﻔﺼﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
- الإقنوم الثاني :ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺭﻉ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻴﺎ ﻭﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﻣﺎﻧﺤﺎً ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .

اما الإقنوم الثالث :كان بتاح هو ﺍﻟﺮﺑﻮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ، ﻭبكلمته ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﺍﻋﺘُﺒﺮ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻴﻦ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ. وليس موضوعنا الان .

اذاً كلمة أمين هي نوع من تقديس الشمس كونها المحرك الأساسي للعمليات الحيوية و مصدر الحياة ومصدر نضج المحاصيل في المناطق الزراعية لذلك تم تقديسها بطريقة او بآخرى لذلك كان في نهاية كل اسجداء يُقال " أمين " يقول احمد صبحي منصور ان في احدى مقالاته:
" كان المصرين حتى وقت قريب كانو يغنون " امونا امونا" وهو دعاء للإله امون قد ورثوه من اجدادهم " .
في الحقيقة أجد ما يقارب كلامه في سفر ﻧﺤﻤﻴﺎ في ﺍﻻﺻﺤﺎﺡ 8 :
6 ‏- ﻭَﺃَﺟَﺎﺏَ ﺟَﻤِﻴﻊُ ﺍﻟﺸَّﻌْﺐِ : ﺁﻣِﻴﻦَ، ﺁﻣِﻴﻦَ ! ﺭَﺍﻓِﻌِﻴﻦَ ﺃَﻳْﺪِﻳَﻬُﻢْ، ﻭَﺧَﺮُّﻭﺍ ﻭَﺳَﺠَﺪُﻭﺍ ﻟِﻠﺮَّﺏِّ ﻋَﻠَﻰ ﻭُﺟُﻮﻫِﻬِﻢْ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻷَﺭْﺽِ ‏.

فليس خفياً على احد التأثر اليهودي بالديانة المصرية القديمة واعجابهم الشديد بها فاخذوا هذه الكلمة كنوع من الدعاء وادخلوها ديانتهم و ورثها عنهم المسيحيون ومن بعدهم المسلمين .

لكن المثير كما اسلفت ان قسم كبير من المسلمين يرفضون كلمة "أمين" لكن المسيحية اصبحت جزأً هاماً من صلواتها وادعيتها.....
بإعتقادي يوجد سبب ما غير المعروف في عدم رفض يسوع للناموس والتاكيد على انه جاء ليكمل.
كرأي شخصي يوجد سبب اخر يتعلق بمرحلة ما بعد نيقية وقانون الايمان المسيحي وعلاقته بالألهة الشمسية :
-----------------------------------

-بالعودة لأمون الأب و رع الإبن اله الشمس كما اسلفنا انهم أقنومين نلاحظ انها تقارب الفكرة المسيحية ( الاب والأبن ) لكن السؤال ما علاقة يسوع بالشمس حتى نسقط الاله رع على يسوع؟
طبعاً تناولت الكثير من المقالات بهذا الخصوص وعلاقة المسيح بالالهة الشمسية واحياء عبادة الشمس في يسوع لكن لا ضرر بتقديم ملخص في هذه المقالة ارجو القراءة بتروي :

- نلاحظ دعوة الأب الله للإبن المسيح تمت من مصر حيث يظهر ملاك الرب ليوسف يطلب منه السفر لمصر واخذ يسوع وامه هرباً من بطش هيردوس في تناص جميل مع قصة موسى فنقرأ في متى الاصحاح 2:

14 ﻓَﻘَﺎﻡَ ﻭَﺃَﺧَﺬَ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲَّ ﻭَﺃُﻣَّﻪُ ﻟَﻴْﻼً ﻭَﺍﻧْﺼَﺮَﻑَ ﺇِﻟَﻰ ﻣِﺼْﺮَ
.15 ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻫُﻨَﺎﻙَ ﺇِﻟَﻰ ﻭَﻓَﺎﺓِ ﻫِﻴﺮُﻭﺩُﺱَ ﻟِﻜَﻲْ ﻳَﺘِﻢَّ ﻣَﺎ ﻗِﻴﻞَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺏِّ ﺑِﺎﻟﻨَّﺒِﻲِّ : ‏« ﻣِﻦْ ﻣِﺼْﺮَ ﺩَﻋَﻮْﺕُ ﺍﺑْﻨِﻲ ‏»

- تولد الشمس وتبدأ حركتها في دائرة البروج في برج العذراء وهو ذاته بيت لحم "بيت الخبز " لحم كلمة ارامية تعني الخبز كما نعرف كانت العذراء في اغلب التمثيلات البرجية تمسك القمح او السنبلة لذلك كان يسمى أيضاً برج السنبلة لذلك كان بيت لحم تمثيل للسماأ في برج العذراء وليس المدينة التي على الأرض !

- في 22 كانون الأول توجد الشمس في كوكبة الصليب "كروس" النجمية فتبقى ثلاثة أيام ثابتة في كوكبة الصليب اي انها تصلب ثم تكون القيامة في 25 كانون الاول اي القيامة بعد ثلاثة أيام وكانها تولد من جديد حيث يبدأ النهار بالزيادة مقابل الليل والذي يعد انتصار للشمس لذلك يعتبر ميلاد جديد للمسيح الشمسي.

- تدخل الشمس برج الدلو في في شهر شباط وهي عملية التعميد ليسوع ومعروف شهر شباط بغزارته المائية في مناطقنا.

- فتدخل الشمس برج الحوت "السمكة" في آذار ونجد ما يقارب ان المسيح بعد التعميد والقاء القبض على يوحنا ويختار الصيادان سمعان واندراوس ويصبحان من تلاميذه فنقرأ في انجيل متى 2 :
"ﺃَﺑْﺼَﺮَ ﺃَﺧَﻮَﻳْﻦِ : ﺳِﻤْﻌَﺎﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﻘَﺎﻝُ ﻟَﻪُ ﺑُﻄْﺮُﺱُ ، ﻭَ ﺃَﻧْﺪَﺭَﺍﻭُﺱَ ﺃَﺧَﺎﻩُ ﻳُﻠْﻘِﻴَﺎﻥِ ﺷَﺒَﻜَﺔً ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ، ﻓَﺈِﻧَّﻬُﻤَﺎ ﻛَﺎﻧَﺎ ﺻَﻴَّﺎﺩَﻳْﻦ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻬُﻤَﺎ : ‏« ﻫَﻠُﻢَّ ﻭَﺭَﺍﺋِﻲ ﻓَﺄَﺟْﻌَﻠُﻜُﻤَﺎ ﺻَﻴَّﺎﺩَﻱِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ‏» . "

- وفي نيسان تدخل الشمس برج الحمل ويصبح المسيح حمل الرب ويصعد إليه وتكون الإحتفال بعيد الفصح او عيد القيامة بقيامته يسوع من بين الأموات في أول يوم أحد بعد بدر الربيع ويوم الأحد هو يوم شمس " الأحد sun day " مع ملاحظة ان هذا اليوم يكون بعد الإعتدال الربيعي حيث يبدأ بعد نقطة الإعتدال تفوق النهار على الليل وهو تمثيل لانتصار الشمس. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق