الاثنين، 7 مايو 2018



**** عين العناية الإلهية ***** 

* أمجد سيجري 
تعرف بالعين العميقة لكنها مشهورة أكثر باسم عين العناية الإلهية " Eye of Providence "هي واحدة من أكثر الرموز شهرة في العالم لما تحتويه من معاني في الرمز الظاهر و أسرار في المبطن منها وخصوصاً عند المومنين بنظرية المؤامرة .

الرمز : كما في الصورة يُصوَّر الرمز على أنه عين واحدة تقع في مثلث تبحث داخل هذا المثلث والشكل الاشهر لها وجودها في أعلى الهرم محاطةً بالغيوم مع خطوط تعبر عن أشعة الشمس والذي سنتكلم عنه لاحقاً .

يمكن رؤية رمز العين العناية الإلهية في جميع أنحاء العالم ، فهي موجودة في أختام العديد من المدن بالاضافة لنقوش النوافذ للكنائس المسيحية لكن اشهر تواجد لهذا الرمز في :

- الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان والمواطن .
- ختم الولايات المتحدة الأمريكية وعملة الدولار.
معنى الرمز :

العين : من اسمها " العناية الإلهية " أو " العين التي تراقب كل شيء " تشير بوضوح الى فكرة عين الله القادر التي تراقب وترى الجميع فهي تشير بوضوح على القدرة الكلية لعين الله في روية الوجود الكلي.
بالتالي يحمل هذا الرمز لمعتنقيه سواء لجماعات أو دول دلالاتٍ ايجابية تعبر عن عناية الله لهم انطلاقاً من فكرة أن عين الله الحارسة تتركز على من يستخدم هذا الرمز تحديداً بالتالي يمكن اعتباره كالتميمة.

المثلث : بالنسبة للمثلث الذي تقع بداخله العين فهو يمثل الثالوث عبر الأقانيم الثلاثة للإله الأكبر و الأقنوم قد تعرفنا على جذوره المصرية في مقال سابق فنجد مثلاً ارتباط الأله المصري أمون بالإله رع وواعتبارهما واحداً في بعض الأماكن كما نلاحظ احياناً ارتباط رع وتجسده بأكثر من إله كما في (بتاح - رع) و (حورس - رع)
كما نلاحظ اشهر ثالوث مصري يطابق كثيراً فكرة الأب الإله والابن الإله المتجسد الذي يحوي كامل صفات الإله الاب في الجوهر وام الإله في ثالوث ( اوزريس - ايزيس - حورس ) أو نجده أيضاً في (أمون الخفي - رع - بتاح) والذي يعبر عن (الاب والابن والروح القدس ) فنجد بداية الترنيمة الشهيرة التي نقلها لنا فراس السواح تقول:
" ﺟَﻤْﻊَ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺛﻼﺛﺔ ‏ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪ‏ ،ﻭﻻ ﺛﺎﻧﻲَ ﻟﻬﻢ :
ﺁﻣﻮﻥ - ﻭﺭﻉ - ﻭﺑﺘﺎﺡ "

ومن الحضارة المصرية انتقلت فكرة الاقنوم والثالوث الى الديانة المسيحية فارتكزت هذه الديانة على الثالوث بالأقانيم الثلاثة التي يتواجد، بها الله وهي ( الاب - الإبن - الروح القدس ) لذلك كان المثلث اهم التمثيلات الهندسية للثالوث المسيحي واحد بثلاثة مختلفين بالشكل متفقين بالجوهر.
لذلك لا نستغرب قدسية الهرم في الحضارة المصرية كأقدم تمثيل للثالوث في حضارتهم .

نلاحظ ايضاً الغيوم وخطوط الشعاع الضوئي القادمة من عين بروفيدانس يمكن انها تعبر عن نور الله الذي يصل لأي مكان حتى يوجود العوائق اي لاشيء في هذا الكون خارج حدود مراقبة الله.

- أشهر إستخدامات الرمز :

في العصر الحديث نجد، ارتباط هذا الرمز بالديانة المسيحية فنجده في العديد من الصلبان والصور واللوحات والمنحوتات و النوافذ وغيرها من الاماكن نتيجة تمثيله لفكرة الثالوث عين العناية الإلهية تعني "التوجيه الإلهي" لذلك إعتقد، الكثيرون أن عين العناية هي شكل من أشكال التوجيه الروحي والإلهي الذي يجب على المسيحيين الصالحين اتباعه لكي يكونوا ورعين.

تعتبر عين العناية الإلهية من اهم الرموز التي ترتبط ارتباطاً كلياً بالولايات المتحدة الامريكية فهي موجودة على الوجه الخلفي من ختم للولايات المتحدة والذي يعتبر واحدًا من أهم الرموز الخاصة بالولايات المتحدة الذي ابتدأ تصميمه بالعام 1776 م فكانت لجنة تصميم الأولى التي تبنت شعاراً للولايات المتحدة يحتوي العين والمثلث فقط هم :
- بينيامين فرانكلين
-توماس جيفرسون
- جون آدمز
- بالإستعانة بالرسام بير يوجين دو سيميتيري. فتناوب التصميم على عدد من النماذج لكن تم اقرار النموذج الأخير الذي نعرفه اليوم الذي يحوي رمز العين الإلهية بقمة الهرم على الختم في عام 1782م و حتى اليوم.

نجد في العين الإلهية في قمة هرم مولف من 13 طبقة تعبر عن الولايات الأساسية التأسيسية ال13 للولايات المتحدة غير كامل حيث اعتبروا هذا الهرم في هذا التصميم دلالة على القوة والنزاهة والقدرة على التحمل.

يتميز الختم بوجود عبارتيين " Coeptis Annuit " وعبارة " Novus ordo seclorum" مكتوبين باللاتينية الاولى تعني "موافق على هذا العهد" والثانية تعني " النظام العالمي الجديد "
و هذا يدل رسميا على بداية الولايات المتحدة الأمريكية.
- تم طبع هذا الرمز على العملة الأمريكية من فئة 1 الدولار سنة 1935 م.

- نجد هذا الرمز في الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان والمواطن في عام 1789م كما في الصورة.

فقد تميز الإعلان بعين بروفيدانس أو عين العناية الإلهية لأن العديد من الناس ممن قاموا بالثورة كانوا من المسيحيين في ذلك الوقت.
فتشير الرمزية هنا إلى أن الله يراقب الثورة ، ويعني كذلك أن هناك إرشاداً إلهياً من الله للوصول إلى الثورة وبناء فرنسا.

- نصل الى النقطة المفصلية وهي الماسونية ونظرية المؤامرة :

عين العناية الإلهية والماسونية تبنت الماسونية هذا الشعار بعد عام 1797 م حيث بدأ هذا التنظيم السري و الغامض باستخدام عين بروفيدانس كرمز عام لقوتهم وتأثيرهم على العالم.
لذلك نجد الآن أن هناك العديد من نظريات المؤامرة المحيطة بعيون العناية الإلهية وخاصة فيما يتعلق الماسونيين وتأثيرهم في بناء الولايات والحكومة الأمريكية المتحدة وقيام الثورة الفرنسية حتى طالت نظرية المؤامرة إعلان حقوق الانسان والمواطن فالكثير من الناس يعتقدون بأن حكومة الولايات المتحدة تلقت ختم وعين بروفيدانس من الماسونيون وبالتالي يعتقد الناس أن الماسونيون هم من يدير الولايات المتحدة وهم من اشعلو الثورة الفرنسية وحتى الثورة البلشفية في روسيا حتى ان فكرة الديمقراطية وحقوق الانسان وغيرها هي من الأفكار الماسونية.

لكن بالعودة قليلاً للخلف و الموضوعية والتجرد من الأفكار الشائعة نجد عرض العين الإلهية في ختم الولايات المتحدة كان قبل 14 من تبني الماسونيين له بشكل علني حتى إذا عدنا لتصميم الرمز لانجد سوى واحد من ثلاثة من لجنة تصميم الرمز وهو بنجامين فرانكلين ماسوني .

- حتى لانغفل شيئاً ما العلاقة بين عين العناية الإلهية وعين حورس ؟

هناك الكثير من التشابهات بين عين بروفيدانس وعين حورس والتي سبق ان تحدثت عنها بمقال سابق فيمكن إعتبار عين حورس هي مصدر الاصلي لعين العناية الإلهية وخصوصاً فكرة تربعها في اعلى هرم والذي يعتبر رمزاً مصرياً وارتباطه بالهندسة المقدسة واحد الاشكال الافلاطونية التي تعتبر إحدى الاركان الاساسية للجماعة الماسونية العالمية فنجد هذا الرمز منذ الألاف السنين في الحضارة المصرية والتي تعبر كما اسلفنا عن عين الإله حورس التي تعبر عن نفس الدلالة على القوة العليا المقدسة التي تراقب كلا المؤمنين وغير المؤمنين لذلك وتحرسهم وتحميهم لذلك نجد في التراث الشعبي لبلادنا مقولة " العين تحرسك" والتي لها جذورها في الحضارة المصرية .




**** فلسفة الواحد *****

* أمجد سيجري 
تعاملنا في المقال السابق مع الصفر كمفهوم فلسفي يعبر عن إجتماع الأضداد والمتناقضات لتكوين مفهوم كلي مثالي يعبر عن الكمال فنجد على سبيل المثال الصفر يتم من جمع التناقض كما في المثال العددي
[1 + (-1) = 0] كما يمكن ان نشاهد هذا التناقض في ابسط مكونات الوجود وهي الذرة المتعادلة عبر تساوي عدد البروتونات (+) في النواة مع الإلكترونات (-) التي تسبح في فلك النواة مع تعاكسهما في الشحنة مما يؤدي الى الشحنة صفر ومن هذا التعادل البسيط، كان الوجود في اعقد مكوناته فالوجود كله قائم على النتناقض السالب والموجب الذكر والانثى.

و بين الصفر و الواحد نجد المجال الإحتمالي [0 , 1] فنجد كل الاعداد الموجودة و التي يمكن ان نتخيلها في الوجود موجودة على شكل كسور بشرط ان يكون البسط اصغر من المقام وهذا الوجود هو المسار الذي يحكم التفكير والقناعات والاحكام الانسانية من :
- المستحيل 0
- الى الشك a/b حيث البسط اصغر من المقام
- إلى اليقين 1

ومن الصفر كان الواحد المفرد هذا الواحد المثالي التواق للبداع والخلق عبر الإتصال بين العالم المادي والعالم اللامادي فكان عبارة عن نقطة مميزة بموقعه فهي متساوية البعد عن محيط الدائرة الصفرية المثالية الكاملة فالمركز هو ادق مثال عن العدل الإلهي المعبر عن المسافة الواحدة بين مكونات الوجود واللاوجود في التعادل الصفري للكون وليس غريباً ان تكون هذه الدائرة والمركز ⊙ كالبيضة والنطفة رمزاً فلكياً للشمس للدلالة عليها وهي منشأ الوجود في الفلسفات الدينية القديمة وممثل للإله الأوحد في بعض الديانات.

فنجد مثالاً هاماً على هذا الكلام في الفكر المسيحي الغنوصي حيث يشبه الواحد بالشمس الذي ينبعث منه الضوء دون تمييز دون أن يتناقص نفسه أو ينعكس في مرآة ولا يتلاشى انما يتغير من شكل لأخر.

كما نجد هذا السر بين الصفر والواحد في لغة (0 ، 1) فقد تماهى الانسان مع تجربة الخلق والأبداع عبر النظام الثنائي للعد فكان الوجود الرقمي الافتراضي الذي اتواصل معكم عبره عبر خلق البت Bit الذي يعبر عن نبضة كهربائية تأخذ قيمتين 0 و 1 ومن هذا البت تخلق عوالم افتراضية خيالية لايمكن ان يتصورها عقل او عوالم افتراضية محاكية لعالمنا المادي وتنحو نحوه.

نعود للفيزياء تمهيداً للدخول في الفلسفة يعتبر العلماء أن أول عنصر كيميائي تكون منه الوجود عبر الإنفجار الكبير هو الهيدروجين العدد الذري 1 ثم الهيليوم ثم القليل من الليثيوم والمثير أن العدد الذري للهيدروجين هو 1 "وهذا العدد يعبر عدد البروتونات في نواة مع أو عدد الإكترونات التي تدور في مدار نواة الذرة المتعادلة " ومن اندماج ذرتي هيدروجين يكون لدينا الهيليوم ذي العدد الذري 2 ومن تفاعل تلو الآخر بالكثرة لهذه المكون الإلهي تنتجت ذرات العناصر الكيميائية الصرفة الأخرى التي نجدها في جدول التصنيف الدوري فمثلاً الليثيوم 3 والحديد 26 و الرصاص 82 ..... الخ التي تعد الأحرف الأبجدية لمكونات الوجود الكوني مع ملاحظة أن هذه التفاعلات هي تفاعلات نووية تحدث يومياً في شموس الكون المخلفة وإن كان بمعدل أبطأ من الانفجار الكبير الذي خلق الوجود مع ملاحظة أن الهيدروجين والهيليوم يشكلان 98% من المادة في الكون.


فسلفة الواحد :

يعتبر الواحد كلاً كاملاً لا يحتوي على أي تقسيم أو تعددية أو جزئية فهو كامل بذاته يعبر عن العقل الإلهي المبدع والذي يعتبر صلة الوصل بين الوجود واللاوجود لكنه لوحده لايمكن ان يخلق الوجود انما بتطوره وكثرته ونموه عبر اللوغوس ينتج هذا الوجود المادي الذي هو اقل مثالية منه.
اي يمكن ان يعتبر الواحد ممثلاً للمُبدع الإلهي الاول " العقل الكلي " و الذي يعبر عن الارادة الخيرة التي تحتوي كل قيم الخير والجمال التي تمثل القيم الاجتماعية العليا في المجتمع البشري والتي يسعى لها البشر والتي يعبر عنها المسلمون باسماء الله الحسنى لذلك نحن في عالم المادة ندرك هذا الواحد ولو كان ادراكاً جزئياً من خلال الجمال والخير كقيم عليا تحدد المنظومة الخلقية التي يمكن ان نقول انها فطرية لتقاطعها بين جميع المجتمعات البشرية.

اذا من خلال هذه الفلسفة المختصرة حول الواحد لنحاول تحليل رمزية الواحد التي تكاد ان تكون مشتركة بين عدد كبير من الانظمة العددية للشعوب المختلفة فنلاحظ اغلبها تتفق على الرمز " 1 ، ١ ، I ، | ، أ......
اذا هو عبارة عن خط عمودي مستقيم يصل بين العالم المادي والعالم الروحي المثالي للدلالة على سعي النفس البشرية للتخلص من العالم المادي للإرتقاء الى عالم المُثل والقيم العليا عن طريق التخلص من مغريات العالم المادي الدوني بما فيه من غرائزية وشهوانية وشرور عبر سلوك الطريق العمودي السوي المستقيم الذي يعبر عنه الواحد.

ملاحظة : ما ورد من معلومات علمية موجودة في مناهج الصف السابع فلا يعتقد البعض، انها محاولة مني لإعجاز القارئ بالمفاهيم الكبيرة...



**** آسيا و أوروبا بصمة سورية ****

* أمجد سيجري 
آسيا و أوروبا : قد يكون الِقدَم والعراقة ما يميزهما لكن الظاهر غير المخفي والبحث في الأسماء وتأصيل هذه الأسماء الذي يرينا أكثر مما هو ظاهر ومعروف ويرينا عمق البصمة السورية التي اثرت على العالم القديم عن طريق سفرائنا للعالم الكنعانيين "الفينيقيين" ونحن نعيش مانزال نعيش هذا التأثير بعمقه وعبقه حتى اليوم في حياتنا اليوم من حيث لا ندري ولا نعرف........
قد يكون السبب هو القصور في المناهج الدراسية التي مجدّت ما جاء وتجاهلت قسراً ما كان .

تأصيل آسيا :

أغلب المصادر ترجح الأسم إلى كلمة " أسو "" asû" الفينيقية والتي تعني " الشرق " وهي من جذر أكادي " aṣû" " أصو " ويعني الخروج أو الإرتفاع وهي مازالت مستخدمة حتى اليوم في اللغة العربية بكلمة " أُس " والتي تعني مرفوع والدارسين في الرياضيات يستعملونها بكثرة مع الاساس للدلالة قوة العدد "أس و اساس aⁿ " إذا اسم القارة " آسيا " " أرص أسو " تعني ارض شروق الشمس بالفينيقية
نشأت الحضارة الإغريقية بشكل مفاجئ كحضارة في وسط اوروبا على خط متوازي مع الحضارة الفينيقية في سوريا وكانت للإغريق علاقات فوق المميزة مع الفينيقيين فكما أعطوهم الحرف اعطوهم المسميات فانتقل هذا الأسم الى اليونانية باللفظ Ασία آسيا ويذكر هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد هذا الأسم للإشارة على المنطقة الشرقية من بحر إيجة وفي المصادر الرومانية أشار الرومان إلى مقاطعتين آسيا الصغرى وآسيا الكبرى.

- تأصيل أوروبا :
ترجع المصادر الأسم اوروبا EUROPE إلى الكلمة الفينيقية " ereb إيرِب " والتي تعني الغرب إذا كانت للدلالة على مغرب الشمس وجهة الغرب و هي من الجذر الأكادي "erebu إيرِبو " والتي تعني أيضاً النزول والاختفاء والغروب والمساء ونلاحظ أنها موجودة في اللغة الأشورية بتبديل بسيط " عروب " للدلالة على جهة الغرب ومنها كانت تدوينات شلمنصر الثالث لوصف الشعوب الساكنة غربي الفرات باللفظ " عروبي " حسب جواد علي، وهي اقدم مصدر يذكر فيه العرب عموماً ،و اللغة العربية احتوت المصدران " غَرَبَ" ويعني " ﺃَﻓَﻞَ , ﺇِﺑْﺘَﻌَﺪَ , ﺇِﺣْﺘَﺠَﺐَ , ﺗَﻐَﻴَّﺐَ , ﺭَﺣَﻞَ , ﻏﺎﺏَ , ﻏﺎﺭَ , ﻫَﺎﺟَﺮَ " ومنها كان الغروب والثاني " ﺃَﻭَﺭِّﺏُ ، ﻭَﺭِّﺏْ ، ﻣﺼﺪﺭ ﺗَﻮْﺭِﻳﺐٌ " ﻭَﺭَّﺏَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺸَّﻲْﺀِ : ﺃَﺧْﻔَﺎﻩُ ، اي للدلالة على خفي، شيء وطويه كما الغرب يخفي الشمس أو تطوى صفحة النهار بالمساء "
-انتقلت هذه التسمية للإغريق نتيجة العلاقات مع الفينيقيين .
- نتيجة للإاحترام الشديد من قبل الإغريق للحضارة الفينيقية ولأثرها الكبير في حضارتهم ورسم معالمها الأساسية والتي قد تثير التساؤول احياناً وتجعلنا نعيد النظر في التاريخ والأصول جعلت الإغريق يرفقون حكاية التسمية بأميرة فينيقية جائت على ظهر زيوس كان اسمها أوروبا على اسمها سميت هذه الأرض .
و تقول الاسطورة كان لنسل زيوس من هذه الأميرة الفينيقية الشأن الكبير عن طريق إبنها مينوس والذي يعود له ولنسله الفضل في تأسيس اليونان العريقة والحضارة اليونانية وما الخطوط العريضة للأساطير هي حقائق ولن أطيل بهذه الحكاية لأنني سبق أن تناولت الحكاية في مقال سابق.

اذاً في الختام آسيا وأوروبا هما المشرق والمغرب وحتى اليوم نقول "الشرق" على القارة الأسيوية والغرب على القارة العجوز فلهذه التسميات جذورها السورية العريقة.




*** الصفر و فلسفة العدم ****

* أمجد سيجري
كلمة صفر العربية تعني " خالي " أو " لا شيء " فكانت العرب تقول جاء صفر اليدين أي لا شيء معه... المهم دخلت الارقام الهندية بلادنا "١٢٣٤٥٦٧٨٩٠" على يد عالم الرياضيات السوري "ساويرا سابخوت" فينسب إليه تطوير نظام الأرقام الهندي في سورية في القرن السابع ميلادي فكان النظام العربي أو النظام السوري للارقام " 123456789 " وهاذان النظامان ما يزالان مستخدمان في جميع انحاء العالم حتى اليوم وشرح هاذان النظامان يحتاج لمقال أخر ربما في الأيام القادمة فاليوم موضوعنا هو الصفر وفلسفة هذا الرقم المليء بالأسرار الكونية والفلسفية.

كانت كلمة صفر العربية ترجمة للكلمة السنسكريتية śūnya والتي تعني لا شيء أيضاً انتقلت كلمة صفر إلى أوروبة عن طريق العالم الإيطالي فيبوناتشي وهو الذي ادخل الارقام السورية إلى اوروبة وذلك سنة 1202 م في بدايات القرن الثالث عشر فدخلت كلمة صفر ṣifr وتحورت إلى zefiro زيفرو في إستخدام فيبوناتشي ومنه تطورت إلى zero .

عبر التاريخ كان الصفر عبارة عن رمز يدل على خانة فقط تساعد في العمليات الحسابية فلم يعتبر رقم ففي بعض الانظمة كان يمثل بفراغ وفي الهند كانت توضع نقطة "." مكان الصفر .

لكن أول استخدام للصفر كقيمة عددية اي رقم ضمن مجموعة الأرقام في النظام العشري كان في سنة 825 م على يد محمد بن موسى الخوارزمي حيث بدأ بإعتبار الصفر " ٠ " هو أحد الارقام ويعامل معاملة للارقام بالتالي اصبحت الارقام 10 بعد ان كانت 9 و ولد النظام العشري .

- ماذا يخفي الصفر؟
يعبر عن الصفر "العربي" أو " السوري" بالدائرة أو بتعبير أدق بقطع ناقص " إهليليج " 0 والدائرة كما نعلم هي إحدى الرموز العشتارية التي تعبر عن الكمال الناتج عن التناقض الذي يجمع البداية والنهاية العدم والوجود المكان واللامكان الزمان واللازمان.................... ومن هذا الكمال كان الخلود واللانهاية.

لذلك كان الصفر هو الأول وهو الأخر وهو البداية وهو النهاية وهو الألفا والأوميغا فنجد رموز الاديان تردد هذه العبارات من عشتار الى المسيح إلى علي إبن ابي طالب .

فهو العدم الذي يخلق الوجود ويخرجه من اللازمان واللامكان عبر خلق الأول الواحد.

من خلال عملي في تدريس مادة الرياضيات وصلت لحالة توحد مع الأرقام خلقت لدي هاجساً لفهم مابعد الرقم الأصم الذي نستخدمه في التدوينات الخاصة في العلوم التطبيقية وكنت اعمل جاهداً في ربط المفاهيم الاساسية الرياضياتية بالفلسفة أم العلوم على طريقة الفيثاغورثيين فتوصلت من خلال عدة محاكمات منطقية تجمع بين الفهم العلمي والفهم الفلسفي للرموز أن الأعداد تبدأ من العدم أي الصفر و تنتهي في العدم فالأعداد السالبة والموجبة على مسقيم الاعداد هي الأوروبوروس ∞ بإمتياز فمستقيم الأعداد الذي تعلمنا دراسته بشقيه السالب والموجب الناتج عن مستوي إقليدي نسطره بالمسطرة هو في الحقيقة كمسقيمات العالم الألماني ريمان التي تنحني مع الفضاء المنحني والتي نراها في خطوط العرض والطول على الكرة الأرضية نرسمها مستقيمة لكنها في الحقيقية جزء من أهليليج بالتالي مستقيم الأعداد المثالي هو كمنحى الأوروبوروس ∞ المتكامل اللانهائي المتقاطع بنقطة العدم الناتجة من إلتفافه وهي الصفر الهندي" ٠ " نقطة العدمية التي تعبر عن الأول والأخر فهذا العدم يعبر عن العالم المثالي بإمتياز عن عالم ما بعد المادة فهو خارج حدود الزمان والمكان وهذه العدمية التي قد لا تكون عدمية لكن العجز إدراكي ناتج عن نسبية الفهم البشري للمفاهيم المطلقة في عالم المثل خارج حدود الزمان والمكان فيرينا ما بعد حدود الوجود عدمية.





***** ميتاترون والهندسة المقدسة ****

* أمجد سيجري 
ميتاترون Metatron شكل هندسي يعتبر تمثيلاً لأحد الملائكة في الديانة اليهودية هناك افتراضان حول هذا الملاك :

- الإفتراض الأول : يعتبر انه احد الملائكة منذ الأزل واشدها قوة وحكمة يتصف بالعديد من المهارات .
-الإفتراض الثاني : خلق ميتاترون في البداية كإنسان اسمه اخنوخ ثم حوله الله إلى هذا الملاك القوي بعد أن صعد إلى السماء عدة مرات.

لكن هناك شيء مثير في حكاية هذا الملاك المفترض أنه أقوى الملائكة ويعتبره البعض كاتب سماوي يكتب كلمات الله لكن لا يوجد إجماع على هذه المهام التي لعبها ميتاترون .
لا نجد له أثر في الكتاب المقدس لا في العهد الجديد ولا في العهد القديم لكن نجده مذكوراً في سفر اخنوخ المنحول وهو كتاب مكتوب بالارامية يعتقد بوجود تدخل مسيحي في كتابته لتعزيز فكرة التحول بين أبن الانسان الموجود منذ الأزل والألوهية و بعض فقرات التلمود وبعض النصوص الخاصة بالتصوف اليهودي والكتابات السرية للكابالا اليهودية وفقا لكل من هذه النصوص احتل الملاك متاترون المرتبة الثانية بعد يهوى YHVH وفي بعض الاحيان يعتبر الله نفسه " نتذكر فكرة ملاك الرب في الثقافة التدمرية المتمثلة في احد اركان ثالوث تدمر ملاكبل " .
لكن المثير للريبة عدم وجود اي رواية لهذا الملاك ميتاترون أو حتى وصف لتمثيلاته الهندسية في الأسفار القانونية فذكره مقتصر على التدوينات المنحولة واهمها سفر اخنوخ مما يؤكد دخول هذا التشكيل الهندسي العرفاني من خلال المدرسة الغنوصية السورية - العراقية والتي تطورت واندمجت مع مدارس فلسفية اخرى مصرية يونانية فارسية وكونت المدرسة الهرمزية لذلك يُقترح أن الاسم ميتاترون مشتق من اسم الملاك الفارسي ميثرا او ميترا والذي انتشرت عبادته في الامبراطورية الرومانية في الديانة الميثراوية .
حيث قام اليهود بتبني هذه المدرسة الغنوصية الفلسفية وضمها في كتاب الكابالا اليهودي ومن ثم تم ربطها بمعتقداتهم.

مكعب الميتاترون هو شكل هندسي له عدد من التشكيلات تربطه بالأشكال الأفلاطونية المقدسة.

تقول الأسطورة ان ميتاترون خلق مكعب من روحه والذي اصبح مقترناً بإسمه هو عبارة عن شكل هندسي ثنائي الأبعاد مميز جداً يخلق اشكالاً مجسمة ثلاثية الأبعاد.

- يتألف مكعب ميتاترون Metatron من 13 دائرة متساوية الحجم تتصل مراكزها بخطوط مركزية متساوية.
- توجد في الداخل ست دوائر متراصفة بشكل مسدس ودائر في المركز فيصبح دوائر الداخل سبعة دوائر والمحيط ست دوائر .

- وكما في الشكل هناك 13 دائرة تتصل مراكز هذه الدوائر ببعضها البعض مكونةً عدداً من الأنماط لاشكال هندسية مميزة يمكن أن تراها بشكل ثنائي الأبعاد و بشكل ثلاثي الأبعاد.

فالخطوط الخطوط الداخلية تخلق الاشكال مثلاً النجمة السداسية الهيكسغرام ومجسمات اهمها الأشكال الافلاطونية الخمسة الخاصة بالهندسة المقدسة وهي :
1- رباعي الوجوه
2- مكعب ( سداسي سطوح )
3-ثماني السطوح وهو مكون اجتماع هرمين والهرم هو كالهرم الاكبر قاعدته مربع.
4- ثنائي عشر سطح مجسم مكون من اجتماع 12 وجه كل وجه عبارة عن مخمس منتظم.
5 - ذو عشرون وجه مكون من عشرين وجه كل وجه عبارة عن مثلث متساوي الاضلاع.

كنا اعتبر مكعب ميتاترون وسيلة إلهية لنقل المعرفة الإلهية الى البشر لذلك تم ربطه بزهرة الحياة والتي سبق ان تعرفنا عليها في مقال سابق كما انه يتعلق بشجرة الحياة وسبق ان نوهنا عنها وربما سيكون لها مقال تفصيلي في المستقبل.




***** طائر الفينيق موت وقيامة **** 

* أمجد سيجري 
يحكى.........
أن الفردوس كانت منزله ....
في تلك الارض السرمدية خلف الافق البعيد بجانب الشمس المشرقة ........
في هذا الفردوس ولد طائر الفينيق بلونه الأرجواني الملكي الأخاذ بخيوط و هالات ذهبية تشع منه.......
هذا الأرض السرمدية كان عنوانها الخلود لاشيء فيها يموت ........
كل شيء خالد دون أي تجدد فيه....
نمط واحد رتابةُ تضني القلب والروح فكان هذا الخلود بعد الف عام من مولده عبأً ونقمةً عليه لا رحمة .......
فهو الحُر الأصيل الذي لا يقبل الأسر والتقوقع في نمط واحد.
فلا يريد الحياة الدائمة ولا الموت الدائم......
فكان قراره في القدوم من الارض السرمدية إلى الأرض الفانية ليذوق طعم الموت ومن بعده الحياة والولادة .

جاء من خلف الأفق منبثقاً من عين الشمس طائر مذهل مليء بالأسرار عقله النار و روحه النار مخلوق إلهي جميل كالنهار مشع كالنور .

نزل من خلوده إلينا راقصاً على أنغام لهبه مقاوماً ومحارباً للجهل والظلام والروتين والرتابة شدته ريح الطيب والصنوبر في غابات الارز في فينيقية بنى عشه اعلى شجرة أرزٍ من الطيب والاعشاب العطرية حز في نفسه ما رأى من ألام وعذاب البشر صاح صاغراً شق السماء بصوته ضرب عاصفةً بجناحيه أحرق عشه بلهبه المتناثر من من تلك العاصفة.....

لم يرضى أن يبارح مكانه قرر الموت وتجربة معاناة أهل الأرض ...

اصبح رماداً والمفاجاة هنا كانت من قلب الرماد خرجت بيضة الولادة ثلاثة أيام قام الفينيق من قلب البيضة مؤذناً بولادةٍ جديدة....
عاد من جديد من أرض الشمس حاملاً رماد سلفه معه ليدفنها في معبد الشمس لينتظر خمسمائة عام بشغف ليعيش تجربة الولادة في عشه العطري في فينيقية.

- في تلك المقدمة حاولت أن اختصر الخطوط الاساسية المشتركة للأسطورة الشهيرة الخاصة بطائر الفينيق في فينيقية و مصر القديمة و اليونان و روما القديمة مع تبيان ملاحظة بالنسبة للأسطورة المصرية والتي سنتناولها فيما بعد .

- من ناحية أصل الحكاية أو المنشأ موضوع خلافي لايمكن البت فيه لكن نقدم بعض الملاحظات والرأي الأخير لكم :

- في الأساطير المصرية والإغريقية والرومانية الخاصة بطائر الفينيق يتفقون بحكاية الموت في فينيقية لكن الطائر حسب اقدم مصدر هيرودوت يعود لمدينة الشمس "الهليوبوليس" .

- ترجح بعض المصادر ولادة القصة في فينيقية حيث يختار طائر للفينيق أرض فينيقية للموت ثم يعيد رفاته هنا الى مدينة بعلبك ثم يعود للجنة معيداً العملية كل 500 سنة ليجرب الموت في فينيقية.

- على مايبدو بالنسبة للتسمية التي عرف بها هذا الطائر الأسطوري جائت من خلال لونه الأرجواني الملكي الذي امتاز الكنعانيون الفينيقيون بصناعته من أصداف الموريكس حتى أنهم عُرفوا عند الأغريق باسمه "Phoenician " فاصبح علامة مميزة تخصهم ولا تخص غيرهم.
- يعرف بالعربية باسم العنقاء واخذ هذه التسمية العربية من عنقه الطويل.

- من ناحية موته ومن ثم ولادته الدورية من المشرق بالنسبة للحكاية الإغريقية نجد انها مرتبطة ب levant أرض الشمس أو حيث ترتفع الشمس وهي سوريا الطبيعية فكلمة levant من الجذر اللاتيني levare والذي يعني يرتفع وهي أحد الأسماء التي تعرف بها سوريا الطبيعية في اوروبا ولا يزال مستخدمة حتى اليوم للدلالة على بلاد الشام .

- أخذت المسيحية هذه الاسطورة فاستخدم في بعض التمثيلات والرسومات للدلالة على المسيح حيث أنهم ربطوا أسطورة طائر الفينيق بموته وولادته ومعاناته بمعاناة المسيح عبى الصليب لخلاص البشرية ثم موته و قيامته .

-بالنسبة للفينيق و مصر القديمة:
في الأساطير المصرية القديمة يوجد اسطورة لطائر شمسي اسطوري مقدس تماثل اسطورته اسطورة طائر الفينيق يدعى "بينو " و هو طائر مقدس أسطوري ناري ذهبي الريش يشبه اللقلق كان عشه في معبد هليوبوليس ارتبط بالشمس والإله رع يقال انه ساهم في خلق العالم عبر طيرانه فوق المياه الاولى مياه الازل ثم وقف على صخرة وردد كلمات الخلق والولادة فكانت الحياة لذلك ارتبط بالحياة والتجدد لذلك ارتبط بالإله اوزوريس ايضاً اما من ناحية ربطه بطائر الفينيق و أول من قام بهذا الربط هو هيرودوت سنة 500 ق. م فيعترف هيرودوت أنه لم يرى هذا الطائر بعينه ﻟﻜﻨﻪ شاهد صورة هذا الطائر ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﺟﺪﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ويضيف هيرودوت ان الفينيق المصري يبني عشه في فينيقية ليعلن موته و ولادته ليعود حاملاً معه رماد سلفه ليدفنه في معبد الشمس في الهليوبوليس .



*** الأوروبوروس واللانهاية **** 

* أمجد سيجري 
- يعتبر رمز اللانهاية ∞ infinity أحد أهم الرموز التي تعبر عن المفهوم الفلسفي للانهاية والمستخدمة بكثرة في العلوم الرياضياتية سواء التطبيقية منها أو المجردة على حدٍ سواء كتعبير عن سعي التوابع والمتتاليات كالإنسان الى المطلق وهو ما يمثل عالم المُثل الإلهي .

- نجد جذور هذا المفهوم الفلسفي في الفلسفة اليونانية حيث يظهر معنا أن الفيلسوف اليوناني ﺃﻧﺎﻛﺴﻴﻤﺎﻧﺪﺭ Anaximander هو اقدم من استخدم مفهوم اللانهاية كمفهوم ووظفها في سياق فلسفي حيث ﻓﻬﻢ ﺃﻧﺎﻛﺴﻴﻤﺎﻧﺪﺭ ﺃﻥ بداية الوجود نتجت عن ﻛﺘﻠﺔ ﻻﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ غير خاضعة للزمان ولا للمكان ازلية ومنها كان كل شيء نراه وبذلك كانت تلك المادة الازلية مقدمة لفكرة الهيولى الكلية .

- كشفت لنا النصوص القديمة في الحضارات المختلفة احتوائها على رمز مشترك يعبر عن اللانهاية كمفهوم وهذا الرمز عبارة عن ثعبان يشكل دائرة ويبتلع ذيله وهو ما عرف عند الإغريق الأوروبوروس كما في الصورة..

و هذه الكلمة اليونانية مكونة من شقيين "oura" وتعني الذيل و الثانية "boros" وتعني الأكل .

- أول ظهور معروف لمفهوم الأوروبوروس كان في مصر القديمة في نص جنائزي قديم في المقبرة رقم KV62 وهي مقبرة توت عنخ آمون ويرجع الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد. حيث يصور ارتباط الإله رع واتحاده مع أوزيريس في العالم السفلي.

من الثقافة المصرية تم نقله إلى الثقافة الفينيقية نتيجة العلاقة بينهما ومن الفينيقيين تم نقله الى الثقافة الإغريقية الذين أطلقوا عليه اسمه الأوروبوروس بلغتهم كما اسلفنا من قبل وما يزال هذا الاسم مستخدماً حتى اليوم للدلاله على هذا الرمز .

لكن كيف يصبح الأوروبوروس لانهاية ∞ لنقرأ الرمز :

- الأوروبوروس يشكل هذا الرمز منحنى دائري مكتمل وكما رأينا للدائرة دلالات فلسفية عميقة تعبر عن اللانهاية والكمال والروح و الخلود وهذه الدائرة تتشكل من ثعبان والثعبان احد اهم رموز التجدد والدورات الزمنية فهي التي تغير جلدها وتجدده كانها تخلق من جديد.

في الدلالة المصرية للأوروبوروس في النص الجنائزي تعتبر ترميزاً لإندماج رع و اوزريس كيف لا يكون هذا الإندماج في رمز الأوروبوروس ف الإله رع يمثل الشمس وراينا في مقالتي اللغة السرية للرموز ان الدائرة تعبر عن الشمس واوزريس كمثل الأفعى في التجدد وإنبعاثه من عالم الأموات.

- نلاحظ ذات الفكرة في الإله بعل في الثقافة السورية وخصوصاً الفينيقية حيث اعتبر بالإضافة لخواصه كإله للمطر والبرق والعواصف فقد ارتبط أيضاً بالشمس وبينت الميثولوجية السورية صراعاً بين بعل وموت وقيام بعل بقتل حية موت الملتوية المسماة لوتان فبرأي كان استخدام هذا الرمز من قبل الفينيقين قبل نقله للإغريق هو تخليد لمعركة بعل ولوتان واتصال فم الأفعى بزيلها كدائرة دلالة على الشمس التي تمثل بعل والافعى دلالة على الإله موت وبإتحاد المتناقضان الموت والحياة نعبر عن دورة الحياة الحياة الكاملة والصراع الأزلي الذي تتناوب فيه الإنتصارات فيه فعندما ترجح كفة الموت يعم الجفاف والقحط وعندما ينتصر بعل يحمل معه الخضرة والخيرات.

اذاً الثعبان الذي يأكل ذيله في هذا الرمز يمثل دورة الحياة والموت التي يحافظ عليها الكون.

اي انه عن نوع من إعادة إحياء الموتى التي تصل بهم إلى الخلود بالتالي الوصول لحالة من الكمال والمثالية الموجودة في عالم المُثل لذلك يعتقد العديد من الدارسين أن رمز اللانهاية ∞ مشتق من الرمز الأصلي للأوروبوروس بدلالة عدد من التمثيلات الأثرية للأوروبوروس المماثلة لشكل الإنفنتي الموجودة في الحضارة الإسكندنافية كما في الصورة.