الاثنين، 7 مايو 2018



*** ألف Aleph ***** 

* أمجد سيجري 
حرف الألف :
أول حرف من حروف الأبجديات التي اشتقت من الأبجدية الفينيقية التي نشرها الفينيقين حول العالم خلال رحلاتهم التي وصلت حتى الأمريكيتين
- بالفينيقية Ālep أولف او أُلف
- الارامية ألف Ālap
- العربية ألف Alif
- بالعبرية ألِف Ālef א.
- الإغريقية ﺃﻟﻔﺎ Α α) alpha , άλφα) ومنها الى اللاتينية وبقية ابنائها لكن بدون اللفظ الف اقتصر اللفظ على إي او أَ .

والقائمة تطول فجميع الأبجديات تعتمد على الأبجدية الفنيقية وتبتدي بالحرف ألف فما هي حكاية هذا الحرف و أصله :

- المعنى الفينيقي لكلمة الف Ālep هي الثور ox ولهذا كان ترميز هذا الصوت " الف" يصور بشكل زاوية مقطوع ضلعاها بخط يتجه ضلعا الزاوية لليمن ورأسها لليسار يماثل راس الثور ومنها انتقل الى الإغريقية بذات الأسم الفا "A" وبنفس الرمز لكن ضلعا الزاوية باتجاه الاسفل ومنه انتقل الى اللغة اللاتينية وبناتها.

لكن هل كان اختيار الثور عبثاً :

كان الثور رمزاً للقيادة والقوة والخصوبة والسلطة ورمزاً للإله ﺑﻌﻞ ففي ﻣﻌﻈﻢ الديانات ﺍﻟﻤﺸﺮقية كان ﺇلهاً للخصب ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻭكانت ﺃﺳﻠﺤﺘﻪ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭﺍﻟﺮعد .
ﻋُﺮِﻓﺖ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ عموماً و عند الكنعانيين خصوصاً خلال ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ونتيجة هذه التطابق بالصفات بين الإله والثور ﻭﺭﺙ ﺑﻌﻞ ﻟﻘﺐ ‏" ﺛﻮﺭ ‏" ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻳﻞ ﺳﻴﺪ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻓﻲ أوغاريت لذلك قام الكنعانيين بترميز إله الرياح والعواصف " بعل " برمز الثور وأصبح رمز الثور ذو قدسية فهو رمز لإلههم العظيم بعل لذلك اختاروا ان يكون الثور" الف " اول حروفهم الهجائية.

- حتى اليوم نجد تاثير الإله بعل اله الرياح والهواء والعواصف ملحوظاً في الرمز الخيميائي للهواء وهو عبارة مثلث مقطوع كحرف الالف A لكن المثلث كامل .

- كما اننا لا ندري هل من المصادفة ان يكون الأوكسجين oxygen قبل يكتشف بالشكل الكيميائي الذي نعرفه اليوم فقد كان يعتبر مادة خفية من مكونات الهواء ان نجد تاثير البعل في هذه التسمية فكانت (Ox (ygen و ال ox كما نعرف هي الثور باللغة اليونانية والفرتسية والإنكليزية والإسبانية... فنجد الاسم اليوناني مولد الحموضة هو اوكسيس جينس :
oxys- genes, ὀξύς-γενής

- حتى اليوم يربط علماء الحروف عموماً والغنوصيين خصوصاً الحرف ألف بحساب الجمل بالرقم 1 الدال على الله واعتباره منشاء للوجود بكل كلياته في حسابات وترميزات خاصة بهم تتعلق بعلم العدد والحروف والمدلولات الباطنية التابعة لها.

- كما نرى في الصورة المرفقة رواية باولو كويلو Paulo Coelho والتي تحمل العنوان " ألف Aleph " والعنوان الأصلي "O Aleph" باللغة البرتغالية.
اختار الكاتب العاشق لعلوم الشرق وخفاياه وفلسفته هذا الإسم عنواناً لروايته الشهيرة لما يحتوي هذا الحرف في طياته الكثير من المعاني والغموض والفلسفة فكتب هذه الرواية في ثلاثة اسابيع بعد ان امضى اربع سنوات ليجمع معلوماتها ليخرج رمزية وحبكة رائعة يحكي خلالها ﻗﺼﺔ ﺻﻮﻓﻴﺔ تغوص في اسرار ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ وتسبر خفاياها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق