**** ماما mama ****
في نظرة سريعة للغات العشر الأكثر استخداماً في العالم كالعربية والإنكليزية والفرنسية والاسبانية... نجد انها جميعاً تشترك بكلمة بسيطة في نطقها كبيرة في مدلولها وهي كلمة " ماما" رغم احتواء اغلب اللغات لكلمة آخرى تدل على هذه الكلمة مثل " الأم او. mother , ...... الخ " لكن الدارج في كل تلك اللغات استخدام اللفظ ماما في التعامل اليومي " mama" " mamma" و "mamá" و "ma" و "mamã" و " maa " و" mamī"
اذاً هي كلمة عالمية بإمتياز فيقترح نتيجة لذلك بعض الباحثين ان هذه الكلمة دليل على وجود لغة عالمية موحدة كان يشترك بها الجنس البشري لكن هذا الرأي يخالفه علماء الصوتيات فيقولون ان الصوت m و b , p هي اول الاصوات الساكنة التي يمكن للطفل القيام بها فلا يحتاج الطفل سوى الى إغلاق شفتيه لإخراج هذه الأصوات.
في كتاب "لماذا أمي وبابا Why Mama and Papa ” يلاحظ اللغوي " رومان جاكوبسون Roman Jakobson " أن الأطفال يخرجون الأصوات "ماما أو ما " على أنها "نفخة أنفية طفيفة" أثناء عملية الرضاعة الطبيعية عند الضغط بالشفتين على الثدي لذلك يرى ان هذا الصوت" ما ma " ارتبط بالنسبة للأطفال " بالطعام " قبل أن تعني "الأم" كما نعتقد نحن .
نجد هذا الكلام في الكلمة اللاتينية mamma والتي تعني "الثدي" .
الالهة الأم :
هيمنت فكرة الإلهة الأم التي تسمى أيضا الأم العظيمة أو الإلهة العظيمة على خيال العلماء المعاصرين وطوروا من خلال هذا المفهوم العديد من النظريات حول المجتمع البشري البدائي الزراعي فربطوا العملية الزراعية بالإخصاب الجنسي والزواج المقدس و نظراً لمكانة الأم والأمومة لدى الشعوب منذ القدم فقد ربطت هذه الشعوب الأم بالأرض والأمومة بالطبيعة والخصوبة الخلق والحب والعطاء فالارض هي الرحم الذي ينبثق عنه الوجود الطبيعي كما انها توفر الرزق والطعام والأمان للمجتمع.
بالتالي حكمت المراة المجتمع في ثقافات تلك الشعوب وكانت هي الالهة الام الكبرى هي الألهةالأنثى المسيطرة في العبادة والربة المدبرة المسيرة لشؤون المنزل في الحياة الإجتماعية حتى وقت قريب في المرحلة الأكثر تطوراً انتقل هذا التبجيل للذكورة خصوصاً في الاديان السماوية والتي حافظت على مفهوم الأمومة البدائي لكن بشرط الخضوع للذكورة كشرط اساسي من شروط الإيمان لهذه الأديان.
تعددت الألهات الأم حول العالم منها ما تم التعبير عنها بشكل صريح ومنها تم الإستنتاج بانه الهة ام ومن اشهرهن :
- الألهة مامي mami : مامي الألهة الام او نينهرساج Ninhursag في الأساطير السومرية نجدها في اسطورة الخلق البابلية المعروفة " عينوما عليش Enuma Elish "" عندما في الأعالي " وحكايتها بإختصار :
بعد، انتصار مردوخ على تيامات ويخلق الكون من جسدها المتناثر يقرر أيا الحكيم خلق الإنسان ليتحمل عبء العمل عن الألهة الصغار فينادي الألهة الام مامي وهي الموكلة بالخلق والولادة برحمها الخصب.
فيذبح ايا الحكيم الالهة كنجو قائد فتنة تيامات بعد غسله وتطهيره وتجبل مامي التراب بدمه وتصنع منه طين الخلق وكان أيا الحكيم بجوارها يلقنها تعويدات الخلق ﻓﺼﻨﻌﺖ 14 ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ، وقسمتهم الى مجموعتين كل مجموعة 7 قطع اسمت الأولى " ﺃﻭﻟﻴﻜﺎﺭ " ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ، و ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﺳﻤﺘﻬﺎ " ﺯﺍﻻﻛﺎﺭ " ﻓﻜﺎنت منها ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺃﺳﻤﺖ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ " ﻟﻮﻟﻮ " ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻧﻄﻖ ﺑﺄﻭﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ .. ﺏ .. ﺏ .. ﺑﺎ .. ﺑﺎ .. ﺑﺎﺑﺎ .. ﻣﺎ .. ﻣﺎ .. ﻣﺎﻣﺎ .
- الألهة إنانا، عشتار، فينوس، افروديت ، تعددت الأسماء والمدلول واحد .
ارتبطت عشتار بالأمومة في المجتمع الزراعي السوري والعراقي عبر خلقها الحياة والطبيعة الناتجة عن الزواج المقدس مع اله التباتات تموز الذي يقيم في عالم الاموات ستة اشهر لعيود للحياة ويقوم من بين الاموات وينتصر على الموت الاشهر الستة التالية.
بالإضافة لإرتباطها بنجمة الصباح كوكب الزهرة و نتيجةً لارتباطها بمفهوم الامومة تم ربطها برموز معينة ترمز للحياة والتجدد والخصوبة من اهمها العقرب لان انثى العقرب تحضن صغارها على ظهرها ليتغذوا منه حتى تموت والسمكة دلالة للرحم والخصوبة والافعى دلالة على للحياة والتجدد .
- عيد الام تختلف تاريخ هذا العيد حول العالم وكل دولة تضع تاريخ هذا اليوم حسب رموزها وتراثها وحكاياها ومقدساتها لكن ما يميز هذا العيد في سورية والوطن العربي هو اختيار 21 اذار وهو يوم الإنقلاب الربيعي في نصف الكرة الشمالي فتكون الشمس عمودية على خط الإستواء بالتالي يتساوى الليل والنهار اذا الإختيار لم يكن عبثاً فهو متأصل بالتراث السوري الزراعي فكان انتصاراً للشمس ببداية زيادة طول النهار بالنسبة لليل كما كان بداية حياة جديدة بالتجهيز لقيامة تموز اله النباتات من عالم الأموات بالتالي يحمل معه الخضرة والحياة للمجتمع الزراعي فكانت تبدأ الإحتفالات في ابتداءً من 21 أذار فنجد اكثر من عيد في الثقافة السورية في هذه الأيام من اهمها :
- الأكيتو عيد راس السنة السورية 1 نيسان
- عيد الرابع في الرابع من نيسان.
- عيد الفصح وهو عيد القيامة Easter والكلمة اللاتينية تحريف ل عشتر وذلك في اول احد بعد اكتمال قمر الربيع 21 اذار و قيامة المسيح من الأموات ويماثل قيامة تموز من عالم الأموات ايضاً .
- لوحة الأم والإبنة للفنان الفرنسي Émile Munier عام (1840م -1895م )
كل عام وكل الأمهات بألف الف خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق