*** الدين و الأسطورة **** 

* أمجد سيجري 
الكثير من الأصدقاء يسألونني عن الفرق بين الدين و الأسطورة ؟ 
- ساحاول اليوم الإجابة عن هذا السؤال بمقال مختصر و أضع المسميات في مكانها الصحيح.

حاول الكثيرون الإجابة عن هذا السؤال بشكل مختصر بقولهم :
- لا يوجد فرق !!
أو
-الأساطير هي عبارة عن أديان لا يؤمن بها أحد في يومنا هذا !!

أنا شخصياً اتحفظ على هذه الإجابات ولا اعتبرها بهذه البساطة لأن السؤال رغم كل بساطته يخفي في طياته خفايا 100 الف سنة من الثقافة الإنسانية.

لنتعمق قليلاً حتى نصل الى نتيجة في هذه المناقشة :

الأسطورة :
هي عبارة عن نصوص أدبية تصف وقائع اعجازية ومستحيلة بالإضافة الى أن شخوص هذه النصوص تتصف بالقدرات الخارقة المخالفة للطبيعة او الإعجازية فلا يتقبل العقل البشري هذه المقدمات ولا يعتبرها منطقية بالتالي يطلق الحكم عليها في نهاية الأمر بأنها خرافة.

الدين :
هو نظام متعدد من من المعتقدات والممارسات المنظمة ضمن شرائع وقوانين خاصة بالمنظمة الدينية المدارة من مؤسسات السلطة الروحية تعتبر الممثل الشرعي للإله على الأرض وتقوم بتحديد طريقة مشاركة المؤمنين في احياء هذا الدين وطريقة تنفيذ ممارساته.

لكن مجموعة المعتقدات الدينية تقوم على عدد من النصوص الأدبية والحكايا المتعلقة بشخوص هذا الدين وتتصف هذه النصوص كالأسطورة بصفة الإعجازية المنافية للمنطق البشري او الميتافيزيقية فتكون نتيجة هذه المقدمات أنها عبارة عن خرافة لكن للتخلص من هذه النتيجة لتلك المقدمات يتم الصاق القدسية بتلك النصوص واعتبارها منتج الهي بحت لتكون نتيجة القدسية أن النصوص الدينية هي حقيقة لايمكن الطعن بها.
ويمكن تميز نوعين من الكتابات الدينية :

1- الكتابات المباشرة :

هي مجموعة الكتابات اللازمة لتوضيح قواعد السلوك بين للمؤمنين وشرح المعتقدات والمذاهب المحددة لهذا الدين بالشكل الكافي لخلق مظهر من مظاهر التماسك الإجتماعي بين أتباع هذا الدين.

2- الكتابات غير المباشرة:

وهي الكتابات التي تشير إلى الصفات الغامضة والإعجازية و الميتافيزيقية لهذا الدين ومجموعة الشخوص المرتبطة به.

- بذلك يمكن ان نحصل على نتيجة هي :

الأسطورة هي المحتوى الأدبي من الكتابات الغير مباشرة للاديان السابقة البائدة أو الأديان الحالية التي لا نؤمن بها .

* الصورة المرفقة للإله زيوس يتربع على عرشه في السماء.